مقال عراق الغد |
رزاق عبود |
لا محالة من التوافق الوطني
لا اظن ان النتائج التي ستعلنها المفوضية العليا للانتخابات بعد ايام ستوحي بفوزساحق لاحد الاطراف رغم اتباع البعض لمختلف الوسائل، والطرق غير الشريفة لتحقيق هذا التفوق. وهذا الامرلا يعكس بالضرورة فشل هذا الطرف، او ذاك. او قصور هذه القائمة، او تلك. بل يعني نجاح الشعب العراقي بفرض الواقع الذي يريده. وخلاصته ان الجماهير موزعة الولاءات، ولا تفوق لطرف على المستوى الوطني على طرف اخر في هذه المرحلة. كذلك يعني انه ليس بامكان طرف واحد مهما ادعى من خصوصية، او وطنية، او احقية، او مظلومية ان يفرض نفسه لا على الجماهير، ولا على الواقع السياسي، والاثني، والديني، والطائفي الذي عكسته نتائج الانتخابات. خاصة وقد اعلن عن تحكيم صندوق الاقتراع، وليس البندقية. وان زمن الانقلابات العسكرية قد ولى الى غير رجعة. ونامل ان يلتزم من اعلن، وتعهد بهذا التطور التاريخي للحياة السياسيه في بلدنا الحبيب. واننا لانريد اعادة تجربة بورما، او الجزائر، او عراق نوري السعيد عنما تلغى نتائج الانتخابات، اذا لم تعجب الحكام. النتائج تعكس ايضا فاعلية، وحركة الوعي السياسي للجماهير العراقية، والتي لا زالت ولحد كبير مرتبطة وللاسف بالاستقطابات الطائفية، والقومية. والامر الاخير يتحمل مسؤوليته بالدرجة الاولى المحتل الامريكي، وقوى اقليمية، وداخلية لا تستطيع اقناع الناس ببرامجها السياسية فلجات لاسلوب المحاصصة المقيت الذي يترك النار تحت الرماد. ويجعل بلادنا معرضة للحرب الاهلية، والتقسيم. ومهما بدى للبعض انه سيحقق مكاسب، من الحرب او التقسيم. فان ذلك، وعلى المستوى القريب، والبعيد، سيجلب الدمار للبلد، وللقوى صاحبة المشروع ذاتها. كما انه لن يمنع من العودة، في المستقبل القريب، الى الاصطفافات السياسية كاي مجتمع متحضر. ولا اظن ان ذلك سياخذ وقتا طويلا في حالة العراق. وهذه حقيقة، يعرفها اصحاب المشروع الطائفي، الذي لا يتحمس له في الواقع غير زعماء معزولين عن واقع الجماهير، ولا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية، واهدافهم في التمسك بالسلطة. لهذا يستعجلون لفرض مشروعهم المقيت عبر التزوير، والتخويف، والقتل. ان التفاؤل الذي ساد الشارع العراقي ايام مجلس الحكم، والحكومة التي اعقبته، وشملت تمثيل غالببية قوى شعبنا، رغم كل الملاحظات، ورغم استبعاد، او مقاطعة بعض القوى للتجربة لهو دليل على ان التمثيل الواسع، والشامل لكل قوى شعبنا السياسية هى الطريقة المثلى للوصول الى بر الامان. العراق يمر بمرحلة انتقالية، وحاسمة، ومصيرية، ويجب ان تتظافر جهود كل القوى الوطنية لتحمل مسؤولية نقل البلاد على طريق الامان، والاستقرار، واعادة البناء، واستكمال السيادة الوطنية. وقد عاشت دول اوربا تجارب مماثلة بعد الحرب العالمية الثانية. |
|
|
| | |